El Radio 9090 FM
#
زى ما بؤلك كده| النعيم اللى عيشته فى التاكسى

زى ما بؤلك كده| النعيم اللى عيشته فى التاكسى

تحدثت الإعلامية إسعاد يونس فى برنامجها "زى ما بؤلك كده" المذاع على الراديو 9090 عن أخلاقيات نادرة لسواقف التاكسى المصرى.

سواق التاكسى فى بلدنا من أمتع الكائنات البشرية اللى ممكن تتعامل معاها، وبقى محور هام جدا فى محادثتنا اليومية على مواقع التواصل، يعنى محدش فى البلد دى مكتبش بوست بيبدا بـ"مرة ركبت مع سواق تاكسى.." ويبتدى يسرد ويسهب فى حاجة من الاتنين، يا ضحالة وسذاجة سواق التاكسى وإزاى هو اسم النبى حارصه وصاينه وضامنه انتشل سواق التاكسى دا من قاع الرذيلة وحطه على أول طريق النور والتقدم والإزدهار وفردله من وقته الثمين 10 دقايق بحالم فهمه فيهم الكون وفلسفة الوجود والياة وغيرله آرائه كلها، بداية من منطقه عن الجواز والعلاقات الأسرية، نهاية بآراءه الكاملة عن تجارة اقتصايات الذهب فى جنوب إفريقيا.

يا إما نفس البوست وصاحب البوست بيسهب فى عمق ووعى سواق التاكسى الفطرى، وإزاى أنه اندهش من ثقافته وأن فى حد فى الدنيا بيفهم غير الأبعد، وأن البسطاء والعامة والدهماء قادرين على التحليل وفهم واقعهم مش عايشين فى فروة التابلوه 

بس المرة دى بقى سواق، أه والله العظيم مانطق ولا حط منطق، الراجل ياخويا شاورتله ووقف من سكات، وسألته الحتة الفلانية؟ هز دماغه من سكات، ركبت من سكات والراجل مشى من سكات، ركبت من هنا قام قافل إزاز العربية، ربك والحق توجست خيفة وابتديت افتكر كل ثقافات الدفاع عن النفس بداية من لف حزام الشنطة على رقبته بخطوات فندامية، نهاية بالعياط والاستسلام وتسليمه الموبايل والقرشين وكيس الفكة.

بس الحقيقة أن الراجل قفل الإزاز وراح مشغل التكييف، والاغرب أنه مشغلش مهرجانات فى الكاسيت، ومشغلش كمان دروس عذاب القبر، والأغرب أن واحد كسر عليه كسرة غبية كدا فتفاداه بهدوء ومطلعش دماغه وتناول أفراد عائلته نفر نفر نهاية بتحتمس شخصيا، دا الراجل حسبن بصوت واطى وعدى الموقف، الله! وابتديت أركز شوية مع سواق التاكسى دا ومع التاكسى نفسه اللى يكاد يكون عربية عادية، أه والله، لا فيه قطط ولا كلاب ولا نمور فرو فاتحين حنكهم، ولا فى كائنات مريبة عمالة تهز دماغها علشان تحولك وأنت قاعد ولا فى 30 سبحة ولا صندل مقلوب ولا فى عبارات فليفية من عينة "حتى هدف حياتى طلع تسلل، ولا أقوال مأثورة من نوعية "السواقة فن مش عن عن".

عادى جدا عربية زى أى عربية من عربياتنا، عربية زى الفل يا أخى لا فيها كرسى مخروم ولا فرش ملسوع من سيجارة ولا أكياس نايلون فيها باقى سندوتشات ولا أزايز مياه ربع مليانة، لأ والاكادة مفيهاش ريحة وحشة، واللى يقلق بقى إن ريحة العربية وإزازها مقفول وتكييفها شغال ريحتها حلوة ومعطر الجو موجود وعامل شغل، وابتديت أركز أكتر واتأكد من المشهد العام، أيوة إحنا لسه داخل الحدود المصرية ماغدرنهاش، أومال إيسه اللى بيحصل دا؟

الأغرب أن السواق رغم أن علبة السجاير قدامه مولعش ولا سيجارة، ولاولعش أى حاجة تانية شبيهة بالسجاير طول الطريق اللى مكنش قصير بالمناسبة، والراجل كان لابس قميص نضيف زى الفل وبنطلون نضيف وحاطط على رجله فةطة علشان العرق، شايف الحلاوة بقى! والراجل جاى من ناحيته ريحة كولونيا معبأة العربية، والنبى كان فاضل كام فراشة وعصفورتين وعنقودين عنب ينزلوا من السقف علشان صورة النعيم تكتمل، ولسه قبل ما ابتدى استمتع بالوضع الإنسانى النادر اللى كنت عايشه فيه ده، المشوار خلص، ولتكتمل الدهشة بقوله على جمب لو سمحت، وقف فى نفس المكان اللى قولتله عليه، لأ وجيت أحاسبه بقى راح باصص فى العداد ومادد إيده ومناولنى الباقى كمان، والنبى أنا عينى دمعت من فرط التأثر، ولوا الملامة كنت سألته أنت مرتبط يا أسطى؟