El Radio 9090 FM
#
لحظة صفا.. «الأزهرى» يستشهد بمناجاة الإمام الشافعى مع الله حول قسوة القلب

لحظة صفا.. «الأزهرى» يستشهد بمناجاة الإمام الشافعى مع الله حول قسوة القلب

تناول الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، فى حلقة اليوم من برنامج «لحظة صفا» المذاع عبر الراديو 9090، مجموعة جديدة من الأشعار يبحر فيها ويغوص فى معانيها.

وتحدث الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عن قسوة القلب، مستشهدا فيها بالمناجاة التى حدثت بين الإمام محمد بن إدريس الشافعى، مع الله سبحانه وتعالى، واصفا الإمام الشافعى بسيد العلماء وإمام العُباد.

وقال الأزهرى: الإمام الشافعى حاشاه أن يكون قاسى القلب، ولكن المناجاة هى حال العلماء فى الحديث مع الله، دائما فى حديثهم تواضع لله وشعور دائم بالتقصير وأدب جمّ فى الحديث والمناجاة.

واستشهد الأزهرى بأبيات شعر المناجاة بين الإمام الشافعى مع الله:

ولما قسا قلبى وضاقت مذاهبى جعلت الرجا منى لعفوك سلما

تعاظمنى ذنبى فلما قرنته بعفوك ربى كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما

فلولاك لم يصمد لإبليس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدما

فلله در العارف الندب إنه تفيض لفرط الوجد أجفانه دما

يقيم إذا ما الليل مد ظلامه على نفسه من شدة الخوف مأتما

فصيحا إذا ما كان فى ذكر ربه وفى ما سواه فى الورى كان أعجما

ويذكر أياما مضت من شبابه وما كان فيها بالجهالة أجرما

فصار قرين الهم طول نهاره أخا الشهد والنجوى إذا الليل أظلما

يقول حبيبى أنت سؤلى وبغيتى كفى بك للراجين سؤلا ومغنما

ألست الذى غذيتنى وهديتنى ولا زلت منانا على ومنعما

عسى من له الإحسان يغفر زلتى ويستر أوزارى وما قد تقدما

وأوضح الأزهرى أن المناجاة، هى افتقار وابتهال وتضرع من الإمام الشافعى لله، وبها معان جميلة، وأدب مع الله ولزوم لمقام العبودية أمام مقام الألوهية.

وأشار إلى أن له 3 أنواع: قلب مريض وقلب سليم وقلب ميت، لافتا إلى أن الفلب الميت، هو القاسى الذى لا يهتدى والغافل عن الله.

ونوه بأن القلب المريض، يكون مريضا إما بشهوة أو شبهة، والشهوة جاء فيها قول الله تعالى (يا نساء النبى لستن كأحد من النساء ۚ إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض)، وأما المريض بالشبهة فجاء فيها قوله تعالى (فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا).

وذكر أنه لتعافى القلب من المرض بالشهواب يكون بالصبر، والتعافى من الشبهات يكون باليقين، فالصبر واليقين، هما العلاج لأمراض القلب، وبهما ينتقل القلب من المرض إلى الصحة، وجاء فى القرآن (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، فسورة الإخلاص فيها تعاف للقلوب من الأمراض.

وبين أن القلب السليم، هو القلب العامر بالإيمان وكثرة الذكر، فهو صفة الأنبياء والاتقياء والأنقياء.

وواصل أن قسوة القلب هى دليل على أن الإنسان منعدم الرحمة، وغليظ وفظ القلب.

واختتم بأن قلب الإنسان هو موضع نظر الله تعالى إلى الإنسان، فلنحرص على أن يكون القلب منيرا زاكيا منيبا خاشعا معمورا بالهمة والطاعة والإيمان.